Friday, May 17, 2013

نجوى وليم…

نجوى وليم…

هذه البطلة التي إذا كان الكتاب المقدس يُكتب في زمننا لذكرها وطوّبها بلا شك ولا جدال، أنها الجندي الذي حارب على مدار العمر ليكرم الرب في عطيته لها وجرعة الألم والصبر. أنها من عاشت مبتسمةً، راضية، شاكرة ومشجعة زوجها على مدار رحلة اجتازت الخمسة عشر عاما من المرض، نعم انها من حفظت العهد عندما قالت "في الصحة والمرض"رافقته الرحلة بكل ما شملت كلمة معين من معان الحب والعطاء، التضحية والتفان، العون والمعية. في مشقات والام وضيقات وضغوط وكوارث وكروب وحروب الحياة. رايتها ترد نفسه في لحظات كاد الشيطان ان يحطمه بأسئلة لا يعرف إجابتها مخلوق. رافقته، ساندته بكل حب فعاش يخدم سيده رغم الألم بكل فرح ورغم الحروب بكل إيمان. أكيد صلت كثيراً طالبة الشفاء له، أكيد حلمت ان تعيش كباقي من حولها دون هذا الضغط الذي لم ينقطع لحظة. ولكن الله رأى فيها قوة الاحتمال الجبارة هذه، فانه لا يعطي فوق الاحتمال. وظلت طوال هذه السنوات تستقبل مرض تلو الآخر وتجربة تلو الآخري في اغلب أعضاء جسد زوجها، هذا الجسد الذي اتحدت به أفلا تشعر بألمه ووجعه؟! أكيد أنها حلمت ان تقاسمه الألم في جسدها لتخفف عنه. ومع كل هذا فلم اسمع منها سوى الشكر الحقيقي من القلب والثقة الثابتة في الله. وكأنها ترى ما لا يرى، ولا ترى ما يرى وكأنها بدأت من حيث انتهى العقل والمنطق والطب والمنظور نعم انه الإيمان الحي المعاش، انطلقت بكل قوة تلعب أدوارها كزوجة وكام وكزوجة ابن وأدوار أخرى كثرة. فقد اخرجت معه للعالم ثلاث ابطال يكرموا الرب ليس لان الظروف سهلة ولكن رغم الظروف العاصفة. رايتها تخدم أبويه سنوات بمثالية لا يمكن ان تُصطنع أو ثُمثل بكل الحب والتقدير. 

واليوم ودعت زوجها للمجد حيث يبدأ الفراق الذي لحين على الرجاء اليقين، نعم أنها ستلقاه قريباً مع سيده ولكن دون خيمة المرض وخيبة الطب. أنها لم تطوي صفحة، وان كانت اليوم قد تيقنت بان صلوات كثيرة لم تُستجاب ولن تُستجاب ولكنها اليوم تتوج لانها جازت الاختبار. أنها سيدة لها رسالة ومازالت تؤديها، انها مرحلة جديدة من الحياة بدات، فرغم دموع الفراق التي سالت اليوم في سكون لكنك تراها القوية بإلهها فقبل ان تمر الأربع وعشرون ساعة تقوم بكل الأدوار بكل قوة. هل يمكن ان تكون هذه القوة لها مصدر آخر غير لمسة من خالق الكون لابنته التي تكرمه؟! لا، أنها من اجتازت أحلك الظروف واليوم تُشرق عليها شمساً جديدة لم تراها منذ زماناً بعيداً، فهي ترى زوجها وقد أعتق من هذا الجسد الهزيل الذي هلهله المرض واشقته بل شققته التجارب والفحوصات. نعم اليوم تراه بالإيمان تكرّمه السماء وتستقبله الملائكة واتخيل ان هناك استعدادات خاصة في السماء لاستقبال هذا الرجل. أقول هذا ليس لتكريمه وان كان وبلا شك يستحق التكريم ولكن لتمجيد السيد في إتمام مقاصده من خلال شخص عاش حياة مختلفة لمجد الله. 

أنه درسا عمليا لنا جميعاً قد دفعت هذه الأسرة ثمنا باهظاً كي ما نتعلمه. كفانا تهاون وهوان. يا نساء العالم استفيقوا عودا إلى صوابكن واعرفوا ما هى ادواركن ورسالتكن؟ اين أنتن من العشرة مع الله؟ اين انتن من أزواجكن؟ اين أولادكن؟ اين قدراتكن ومواهبكن التي وهبها لكن الله لتغيروا العالم من حولكن. كفاكن سخافات عيشوا كما يليق بما دُعيتم له. اغلب من اعرفهن منكن لا يتحمل عُشر ما تحملته هذه الزوجة، راجعوا تزمراتكن وململتكن، افحصوا أهدافكن ودوافعكن، امتحنوا أحلامكن وتطلعاتكن، راجعوا اولوياتكن وترتيبها ولا تستخفوا بيد الله القوية، فان كانت ما عاشته هذه الزوجة كان لإكرام وتمجيد سيدها فقد تعيشه أخرى تحت التأديب. أنا لا اخيفكن ولكني أصرخ في وجوهكن قبل فوات الأوان.

No comments:

Post a Comment