من
كتر حبي للدراسة كنت بحب أروح المدرسة كل يوم؛ ده طبعاً كذب، لازم تنوع
الأسباب والطرق علشان موضوع الغياب المفرط يعدي… بجد أبويا ده تعب معايا
كتير، المهم انا في اول سنتين كنت باروح بباص المدرسة، كنت بنتظر الباص حتى
أراه قادم من بعيد ثم اصعد لابي وأقول له الباص مجاش، وطبعاً ما بين دقي
جرس الباب وزمارة الأوتوبيس كان يقف أبي حائرا فيمشي الأوتوبيس وأخد كلمتين
ويبقى اليوم اجازة وعند تكرار الموقف كان الراجل
بيضطر انه ينزل يوصلني المدرسة وبتكون الحصة الاولى عدت.. مايضرش.. في
أوقات كتير بتحتاج تجهز للغياب من اليوم اللى قبله… فمثلاً من اول ما تدخل
البيت او وانت في العربية تبتدي تشتكي من أعراض البرد مثلاً، وتستمر في حقن
ذهن الأهل بالموضوع شيئا فشيئا مع رسم علامات شحوب وعبوثة الوجه وتعب
الجسم ومفيش مانع انك تحرم نفسك من حاجة بتحبها في سبيل إظهار عدم قدرتك من
شدة الإعياء. في أحيان كثيرة قد يصل بك الأمر ان اهلك يطلبوا منك البقاء
بالمنزل حتى تمثل للشفاء… وطبعا كده بيكونوا وفروا على نفسهم وعليك خطوات
اكتر من الأفلام زي ميزان الحرارة في الشاي الصبح والخنفان وكعبشة شوية
مناديل جانبك وغيرها من الحركات اللي ما احبش افتح عنيكم عليها، مرورا
بجوابات الأنذار بالرفد واستدعاء ولي الأمر وصولاً برشوة مشرف الدور في
ثانوية عامة لمحو الغياب. الكتاب المقدس قال "من البطن سُميت عاصياً" بس
كمان نعمة ربنا بتغير…
No comments:
Post a Comment