دعوة يدعوها الملايين منا عند فقد شخص عزيز وغالي، انها محاوله صادقة ان يتوسطوا له عند الله ليرحمه من أنواع عذاب مختلفة يعرفونها بعد الموت. يطلبون الرحمة لمن مات، يطلبون من الله ان يُشفق عليه ويجيز عنه ما يتوقعون ان يجتازه الميت بعد ان فارقت روحه الجسد…
هنا الحقيقة، من منظور إيماني وقتاعتي واعتقادي هذه الكلمة هي عبث كبير ولهو خطير… فبمجرد ان تنفصل الروح عن الجسد لا يمكن ان يحدث تغير... فان قرار قبول الرحمة هو قرار الشخص في حياته، فالله لا يريد ان يُهلك أحداً وكل من يرفض ربوبية الله على حياته هو من لن يُرحم حتى ولو ترحمت عليه البشرية كلها… من انت لتتوسط له؟ هل انت بلا خطية؟ هل انت في مرتبة أعلى منه؟ انه مع شديد الأسف مجرد عبث. نعم وبكل وقار وحسرة واسف وحزن واسى قد يكون هذا العزيز الذي فقدته يتمنى ولو لحظة من العمر ليتوب فيها لله ويعترف به رباً وسيداً ومخلصاً، ولكن مع كل الأسف لا أمل ولا فرصة ولا مجال للرجوع. لماذا؟ لانه ببساطة كانت له الفرصة كاملة ورفضها اثناء فترة بقائه على الارض. فالاجدر بنا ان نتيقن من موقفنا من الابدية كل واحد على حده، لان ترحمات الاهل والاقارب والاصدقاء لن تغير شئ من وضعي بعد الموت، ومن هنا اضمن ابديتي واستكمل رسالتي واسعى للإنسان أثناء حياته ليعرف الله ويعترف بسيادته على حياته فتُضمن أبديته بعد موته. بدلاً من اللهو بعد موته في أمور لن تتخطى حاجز المشاعر الرقيقة والمجاملات اللطيفة دون تاثير يخترق حاجز الحقيقة.
No comments:
Post a Comment