أصل في حاجة ونفسي أقولها علشان أبقى قلت اللي في ضميري، وأريح نَفسي… أوعى تزعل مني، ولو مُصّر تزعل هخاف عليك تندم.
خلي بالك الناس اللي بتموت شهداء دول مش لازم يكونوا رايحين على السما او الجنة. لان السما ليها طريق للوصول لها مبني على إيمان واعتناق وعقيدة وحياة وليس مجرد ان الواحد تدهسه دبابة او يموت مخنوق بالغاز او حتى يموت محروق او مدبوح يروح السما. يعني لو في حرب بين بلدين كل واحد يشعر بان ايمانه وديانته وعقيدته هي ما توصله للسما / الجنة وسقط من كلا البلدين قتلا حرب واعتبرناهم شهداء الحرب، فاي منهم سيصل لجهنم وأي منهم سيصل للأبدية السعيدة؟ لا تحاول ان تُقنعني ان البلد التي تؤمن وتعبد الشمس وتعتبرها إله سيصل شهداءها الى نفس نهاية غيرهم...
علينا ان نسلم بان معنى ومسمى كلمة شهيد لا يعني أبدا ضمان ما بعد الموت، فالاساس هو الإيمان الذي رسخ في قلبك قبل ان تموت. وإلا فنحن ندفع شباباً متحمساً مجنداً مولعاً بهذا الحلم الزائف الى الجحيم، والحقيقة ان جهلهم بطريق الوصول للأمان لما بعد الموت لا يعنى أبداً اعفاءهم من النتيجة الحتمية لهذا الجهل. خذ مثال بسيط لهؤلاء المجندين من جهات إرهابية لأعمال انتحارية ضد ابرياء، فمن المؤكد ان كل فرد من هذه العناصر عند اتخاذ قرار انتحاري مثل هذا يكون قد لمع أمامه ما هو أثمن من حياته على الارض ولكن هل هذه حقيقة؟!
ببساطة أقول ان اعتبرنا قتلى الثورة شهداء فهم "شهداء الثورة" وجدير بهم ان يُكرّموا وتُكتب اسماءهم من ذهب في الشوارع والميادين وكتب التاريخ لتعرف الاجيال من هم الذين دفعوا حياتهم ثمناً لحياةٍ وغدٍ افضل. نعم شهداء الوطن ولكنهم ليسو شهداء إيمانهم او عقيدتهم، وحتى الاستشهاد من اجل عقيدة دون إيمان قلبي وحياة وقناعة حقيقية توصّلك ان تقدم حياتك من اجل ان يُكرم الاسم الذي دُعي عليك فهذا أيضاً عبث وضلال ولن يضمن لك ما بعد الموت.
ولكن هنا البعد الجوهري فان الله الخالق له طريق واحد مهما تعددت اختراعات البشر في عباداتهم وطقوسهم ودياناتهم ومصطلحاتهم وتعريفاتها. لقد قال أحدهم قبلاً "من ليس له ما يموت لأجله ليس له ما يعيش لأجله" ولكن يالها من خيبة أمل وندم وحسرة وهلع وكسرة من سيموت لشئ ويكتشف ان ما مات لأجله ليس أكثر من بوابة سريعة وطريق مُختصر صاروخي للوصول للجحيم!
قول يا رب اكشف عن عيني حتى أعرفك واعرف الطريق الصحيح وقتها لن تهاب الموت ولن تفرط في حياتك رخيصاً…
No comments:
Post a Comment