Thursday, September 19, 2013

قصة اب وشاب وپيتزا..

قررت قضاء جزء من يوم مع ابني، حضرنا كل شئ، وقسمنا الوقت ووضعنا البرنامج. فور الانتهاء من الترتيبات صرخ الولد هامساً "هاي سنقضي يوما سعيداً بلا ستات" مُشيرا الى انشغال امه ومصاحبة أخته لها. ضحكت وقلت لنفسي "صح" وقلت له "عيب كده"

جاء الوقت للتنفيذ، كان ترتيب بعض الاغراض بالمنزل وبعض الالتزامات المؤجلة اول جزء من الخطة، جاء وقت اعداد الطعام وطبعاً اتصلت بزوجتي خمس مرات في ثلاث دقائق لأسئلها عن طريقة تحضير الپيتزا على الرغم من وجودها على العلبة (طبعا هي پيتزا جاهزة أساساً) المهم أسئلة مثل: كيفية تشغيل الفرن ودرجة الحرارة وأي رف في الفرن وكيفية ضبط توقيته وهكذا.. آخر مكالمة كان سببها نقاش حاد بيني وبين الولد حول إذا ما كنا سنضع الپيتزا في الفرن بالقاعدة الكارتونية أم لا؟ ذلك بعد ان شرعت في وضعها في الفرن بالقاعدة أصلاً. كان موقف مُحرج بعض الشئ وانا اسمع من مراتي "لا طبعاً! كارتون ايه اللي في الفرن؟!" أنهيت المكالمة في هدوء وغافلت الولد وسحبتها في صمت.. المهم نضجت الپيتزا، أعددنا المشاريب وارتدينا ملابس السباحة وحضّرنا مستلزماتها.. أكلنا واستمتعنا بالوقت الى حدٍ كبير، بلبطنا وضحكنا، تكلمنا بجد وتجاذبنا اطراف الحديث في المواضيع المختلفة ولعبنا طاولة طبعاً.. حققنا اغلب ما خططناه ولكن انتهى الوقت سريعاً للالتزمات المختلفة..

سبقته الى داخل المنزل، فور دخولي شعرت بدفئ غريب، توجهت للفرن فاكتشفت انه مازال مشتعل!! كلمت زوجتي غاضباً مُشيراً لاني قد ضبط الإيقاف الاوتوماتيكي فانتابتها نوبة من الضحك، اغلقت التليفون وتذكرت كلمة الولد وقلت لنفسي "نعم سنقضي يوما سعيداً بلا ستات" واستكملنا بعض الوقت في البيت في درجة حرارة تقترب من درجة الغليان ..

الخلاصة: من آن الآخر خصص وقتاً مع ابنك او بنتك على حدا، تكلم معه عن مشروعٍ ما حتى ولو كان صغيراً مثل هذا اليوم الذي اعددناه سوياً.. حمسه للفكرة ودعه يتبنها ويخططها، تكلم في التفاصيل، والتطبيقات واسأل اسئلة لتفتيح مداركه وإبداعه، حدد الإطار الزمني والتطلعات، ساعده على ان يكون متوازناً ما بين الالتزام ببعض الواجبات الجادة والمرح واللعب وصولاً لمشروع ناجح في النهاية. حدد له ادواراً ومهام قابلة للتحقيق ودعه يتعامل مع تفاصيلها بمفرده. أثناء التنفيذ قد تجد بعض الترتيبات غير قابلة للتنفيذ؛ دورك وقتها هو ان تدعه يصل لهذه القناعة بمفرده ولا تمليها عليه. امتدحه كلما أتتك الفرصة واسأله عن رأيه بعد الانتهاء من المشروع. هذا الطفل أو الطفلة هو مشروع اسرة فاستثمر فيه كثيراً.

No comments:

Post a Comment