أكرمتُ سيدك بحملٍ ثقيل لأعوامٍ طوال. عشتَ تعتصرُ لتُخرج مجداً وإكراماً وشهادة لسيدك، عشت ترنيمة حيّة تُغنى للرب وشعبهِ، انشودة كُتبت كلماتها بقطرات من الحُبُرِ لا الحِبر…
وها قد جاء يوم الافتراق عن شريكة حياتك، وما اصعبه يوم على شخص رقيق المشاعر مثلك! نعم حبيبي اليوم تدمع ولكن أؤمن ان رائحة المسيح الذكية ستظل وحدها هي ما تملأ المشهد والقلب. اعرف انك بكيت انهاراً وتضرّعت لياليٍ، انتظرت نهاراً، فسودّت سنين اللياليٍ! إلا ان اشراقة جديدة بخلاف ما حالمتُ وحالِمنا تسطع اليوم؛ إشراقة تحمل فصلاً جديداً من قصة حبٍ عجيب فاق إدراك البشر، فصلاً فيه تلتقط مُجدداً انفاسك من أنفاس الله، فهو وحده السند، هو وحده الذي يعرف كل الإجابات والإجابيات، الم البِعاد ومختلف الأبعاد، عمق الجروح وكثرة الفروح، يضمن المستقبل ويحفظ المُستَقبِل. فصلٌ سترى وتشعر وتسمع فيه سيدك يقول من جديد لكم كأسرة وأفراد "محبة أبدية أحببتَكُم"
وإن كنتم نورا وناراً ملتهبة لمجده وسط شعبه، إلا انني موقن أنكم لم تكونوا مجرد واجهة خارجية لتمجيد الله بين الناس فقط، ولكن داخلياً اعرف تماماً أنكم بُركتم واستمتعتم بمحبته ورقته وعنايته طوال سنين المرض والحروب. والجميل ان هذه البركات والمعية والمحبة مازالات جميعها لك من ابيك، لك هنا على الارض ولك كَنزٌ ابدياً في السماء… وأقولها مجدداً وبكل إيمان وان كانت شمس وبسمة المحبوبة زوجتك واختنا نرمين قد غابت عن العيون إلا انها أشرقت امام سيدها لتفرح والى الابد، وقريباً ستُتوج بكل الأكاليل التي أكرمها بها سيدها، وإن كانت اوتاد الخيمة أُقتلِعت امام عينيك واحداً تلو الآخر إلا انك تؤمن وتعي وتثق فيمن أودعته وديعتك.
افرح يا اخي فاللقاء قريب..
No comments:
Post a Comment