Thursday, September 19, 2013

تيجي ننسى زمن الإخوان ونرّجع زمن الإخوات؟


أمسك نفسك شوية، شوية نُضج وشوية ضبط نفس بربع جنيه بس، مش كل واحد فاضي ها يعمل سياسي ومناضل وثورجي وزعيم وقائد وقيادي وقاضي. كمية مرعبة من الانتقاد والانتقاص ورفض وفرض الآراء والتخوين وتبادل السباب ورسم الاسباب، الاهتمامات الناعمة والاتهامات الخشِنة، وفي الاخر تلاقي نفسك عمال تخسر في أصحابك وقرايبك وبلوك هنا وبلاك بلوك هناك، وانت حاسس انك زعيم وفرحان والدنيا مش سايعاك لأنك كنت مكتوم على نفسك سنين وما صدّقت تتكلم… كل واحد فينا نفسه تجيله فرصة يمسك ميكروفون ويكلم ال٩٠ مليون؛ يطلع يخطب ويشرح ويشارك ويقول ده كُخة وده نايس، نعمل كده او كده غلط… كفاية إن كل واحد فينا عمال يعلّم على كل اللي حواليه ده وطني وده واطي وده عميل وده هارب وده خسيس. إحياتك أمسك نفسك شوية، مش ناقصين انقسامات وتحزبات وعنصرية وعُقد نقص وإسقاط وفتن، مش ناقصين تفكُك وإهدار للوقت والطاقة، مش ناقصين إحباط وفشل وتهميش، مش ناقصين دبح وقتل ودم.
دع الخلق للخالق وروح شوف اللي وراك، ابتدي بمذكرتك لو طالب او بيتك او عيالك او شغلك إذا كان عندك. اتعب وأنجز وحقق أهدافك، خليك مواطن، عيش دورك، حب البلد ولما تحس ان ليك دور في حشد او ثورة او إبداء رأي او تصويت او انتخاب أوعى تتراجع، لكن بعد ما توصل للي محلمتش بيه انه يحصل - زي ماهو حاصل اليومين دول - خد نفسك وارجع لمكانك تاني. وإذا كنت فعلاً فاضي وخلصت الشغل او الواجب او المواعين وريحت وشربت الشاي وكله تمام، ممكن تفكر بطريقة إيجابية في إيجاد أرضيات مشتركة وناضجة للتعاون والتعايش والتفاهم والمُضي قُدماً لمستقبل هذا البلد بكل أطيافه وثقافاته الكثيرة والمختلفة والمتخالفة، ففي كل بيت وشلة ومجموعة الناس مختلفين ومنقسمين فبدلاً من ان تُضيع عمرك في إيجاد الاختلافات وتعليق المشاكل عليها والتعَلُّق بها خذ موقف إيجابي إحياتك يا شيخ.
مش عيب ولا حرام ولا غلط ولا خيانة انك تسيب الناس في حالها تشوف شغلها أياً كان جيش ولا شرطة ولا رئاسة ولا منظمات حقوقية ولا حكومة، حتى لو انت معترض على الناس ديه او حاسس ان عندهم دوافع مختلفة، المهم دلوقتي ان المصالح متوازية وخصوصاً وانت في مرحلة مش فاهم فيها كتير، والمعلومات اللي عندك ماتكفيش تاخد بناء عليها قرار حتى انك تخش الحمام! انا مش باقول ماتفرحش بالنصر والانجاز والنجاح ولا بأسلبك دورك ووطنيتك بس ببساطة بقول شوف الصورة الكبيرة، وراجع دورك فيها ايه؟ واهتم بانك تنفذه. لان الحالة اللي احنا فيها عمرها ما هاتبقى ضالتك المنشودة، ولا الدور اللي انت قايم بيه هايفضل دورك لآخر العمر، لو حواليك ١٠-١٥ واحد بيسمعوا كلامك لازم تعرف انك مسؤول ان الناس دي تشوف فيك نضج وتحثُهم انهم يبقوا مواطنين، منهم التاجر والعامل والطبيب والمهندس والكناس والمحاسب والمكوجي والسواق وغيره، كل واحد لازم يشوف اللي ورآه علشان هو ده اللي بيبني الشعوب والحضارة والتقدم والنهضة (إذا كان مصطلح النهضة مازال قائم) انزل من على المنصة شوية… سيبك من اللعبة القذرة اللي اسمها السياسة، وكمان دي كلمة كبيرة ناس بتقعد تذاكر سنين وسنين فيها واحنا بصراحة كلنا نموت في الفتي… بلاش فراغ… فكك بقي من دور البطولة ومتابعة الآراء والافتراضات والسيناريوهات والإشاعات والتوقُعات والخطط والمخططات. سيبك من مسميات الجُمعات والجََماعات، أبو أوباما وام أمريكا وإسرائيل وتركيا وفلسطين وسوريا وروسيا وبوسيا، سيبك من الجابهة واللي جابها، سيبك من اللي لبس الطرحة ومرسي والكرسي والعريان والبردان، سيبك من حمزاوي ونوارة و٦ أبريل والنشطاء، سيبك من انقلاب ولا ثورة، سيبك من الاخوان والشارع اللي قلب الشَرعية والشِعرية والعَرشية والعِشَرية، سيبك من الطرف التالت والأصابع والدراعات والخوازيق، سيبك من المقارنات بين ٢٥ يناير و ٣٠ يوليو.
فاجمالاً ما قد وصلنا اليه اليوم هو مجموع كل هذه الأشياء وشوية حاجات تاني تعرف منها شوية والاكتر ولا تعرف عنه حاجة. ربنا استخدمهم كلهم في حكمته علشان يعمل بيهم شوية حجات كان لازم تحصل، كان لازم شوية أقنعة تسقط وشوية ناس تموت وشوية ناس تتولد وشوية ناس تفهم وشوية ناس تتغير، وشوية مفاهيم وأفكار وتصورات وخيالات يتسلط عليها النور وحاجات تاني كتير مانعرفش عنها حاجة ربنا وحده اللي عارفها. كتير بحس أني محتاج اعرف حجمي، ومحتاج اعرف كمان ان في رب موجود بيستخدم كل الظروف بما فيه شر الإنسان علشان هو الخالق وعنده خطة أعظم وأعمق وارقى واصلح من مخططات العالم وشره وحروبه وصراعاته وأحلامه الهشة والهزيلة… يالله بينا نلعب إخوات بقى؟

No comments:

Post a Comment