Thursday, September 19, 2013

في بيتنا مُراهق! (كيف تُعِد زوجتك لمراهق في البيت؟)

رجع ابننا ذو التسع اعوام متآخراً بعض الشئ من اللعب مع أقرانه من الجيران ووجدت زوجتي في تأهب وتوجس وتوتر رهيب وكأن الولد قد انزلقت رجليه للانحراف والمخدرات والجنس وغاص في كل الشرور والخطيئة التي يرتعد منها اي اب او أم، فوجدتني بين نارين، فانا أريد ان اعرف ماذا حدث مع الولد حتى تأخر من ناحية وان تكبح المخاوف التي كادت ان تفتك بها والتي ظهرت في نظرات وإيماءات وحركات وتعبيرات وإمتعاضات وغمزات ولمعان العيون من الناحية الأخرى. ومن هنا ففكرت ان اكتب بعض الملاحظات حتى نستعد ونتهئ لما نحن مُقبلون عليه بأكثر تركيزاً على الهدف. من المعروف ان الولد سابق أقرانه لقدراته ولاهتمامي الزائد بان يواجه معترك الحياة في اسرع وقت، فقد قلت يوماً "إحنا عندنا مراهق عمره ٤ سنوات" وقتها كانت اول مرة اشرح له اسس اختيار شريك الحياة بعد ان حكى لي عن چانا عمرو، ومن ناحيتي اصريت ان أراها في اليوم التالي وأُعجبت باختياره مُقارنة بمعتياطه وقتها! ولك ان تتخيل ما نجتازه الآن بعد ان أتم عامه التاسع من بضع شهور.. على العموم انا اُفضل المراهقة المُبكرة عن المتأخرة.. لقد أوجزت هذا الموضوع الكبير كما يلي:

- احكي لها عنك كمراهق - قدر المُستطاع ؛-):
عندما تُشاركها بما مررت به اثناء تلك المرحلة سيؤهلها ذلك نفسياً لما ستجتاز فيه وكيفية فهمها وتعاملها معه. تكلم عن الخبرات الاولى لك في الامور المختلفة، تكلم عن رفضك لكل ما هو معتاد والتهور والمُخاطرات غير المحسوبة، واقرنها بالإبداع والتطوير. تكلم عن النمو والتغيرات والطاقات الجسدية التي قد تُهشم أثاث البيت يوماً ما ووضح ان هذه الإمكانيات ما ستبني بنيان الرجل يوماً قريباً. تكلم عن المشاعر والعواطف المتأججة والناتج المتوقع منها، اغلب الشخصيات السوية مرت بتجارب عاطفية شكلت نضوجاً عندما أتت للقرارات الكبيرة. تكلم عن حبه للتجديد والبحث عما هو مختلف واقرن ذلك باستعداده وتجهيزه لان يشق طريق الحياة بنضوج وضبط نفس كصاحب عمل ناجح مثلاً. تكلم عن التقلبات المزاجية، اشرح كيف يقبل ويرفض نفس الشئ في فترات زمنية متقاربة، الشئ الذي سيساعده يوما ان يشكل قراراته من خلال تجارب خاضها لبناء خبرات شخصية للمستقبل. تكلم عن نشوتك وانت تتصرف بالانفصال عن اهلك، الامر الذي سترفضه زوجتك ولكن حالما ستتفهمه عندما تشرح لها انه تجهيز ان ينفصل لأسرته يوماً، قل لها "أم تتمني ان يكون طفلاً مدى الحياة؟" تكلم عن هندامه واهتمامه بشكله ومظهره، وطريقة كلامه ومشيته واهتمامه بمن حوله واربط ذلك بالثقة بالنفس والذكاء الاجتماعي، ففور الانتهاء من مرحلة المراهقة سيكون قد انفتح على العالم بأكمله.. تكلم معها عن متعتها اثناء المراهقة  في ان يكون لها اسرار، عندما تحكي لها هذه القصص تكون قد قدمت لها تفصيلاً عن خصائص المرحلة وتأثيرها في مُستقبله. احكي لها كيف عبرت تلك المرحلة، تكلم عن الخسائر والمكاسب وأسبابها. اشرح لها انه لا خبرة بدون ثمن، والهدف ان نمر بهذه المرحلة بأكبر قدر من الخبرة بأقل جروح.

- تكلم مع زوجتك عن الفارق بين الاولاد والبنات:
على الرغم من سذاجة الفكرة لكن لابد ان تعرف ان زوجتك تُفكر وتُحلل وترى من منظور الفتاة، لذا يجب عليك ان تشرح لها ان الولد مختلف من حيث البنيان والعقل والمشاعر والإرادة والمنهج والغريزة والتكوين والرغبات والميول.

- تكلما عنها في مراهقتها ونظرتها للمراهق:
من المعروف لدينا كشرقيين ان البنت تتربى على ان الولد في هذه المرحلة أشبه بالشيطان الجامح، لذا فعندما تصير أم تجد نفسها مُتوجسة وُمنتظرة الكوارث من كل جانب. دورك كزوج ان تُفند لها الحقيقة وكيفية التعامُل معها، فعندما تضعُ نفسكَ مكانها ستجدها لامعة ودامعة العينين في ترقب وضغط عصبي رهيب قد يقودها لهواجس تكسر الثقة بينها وبين الولد والتي تعتبر هي القناة الوحيدة التي ستعبر به هذه المرحلة. ذكرها بالشاب الروش الذي جذب انتباهها يوماً ودعها تتخيل ابنها.

- اشرح دور الاهل في هذه المرحلة:
تأتي المراهقة صادمة بالنسبة للأهل، فبعد ان اعتادوا على التدخل في كل تفاصيل حياة الولد وقراراته يجدوا انفسهم امام كارثة ان الولد رافض لكل قراراتهم من ناحية ومن تفريغهم من سلطتهم من ناحية أخرى، ومن منطلق المحبة والخوف والشعور بالمسؤولية والأنانية أحياناً يحاول الاهل ان يقسو أكثر على الولد لتنفيذ إرادتهم، وهم لا يعلمون حقيقة الامر أنهم يحرقون كباري التواصل.
ينحصر دور الاهل في هذه المرحلة في الثبات على المحبة والعطاء الغير مشروط برغم كل الرفض الذي يُوجه ضدهم أحياناً كثيرة. ان هذه المرحلة يجب ان يكون مبتغى دورك هو ان تكونا أصدقاء للولد، وقتها ووقتها فقط قد يشارككم بعض أخباره وأفكاره. احذر ان يشعر انه مُراقب او مُخون او يُنظر له انه طفل يُقدم تقريرا مُفصلاً. استمر في الاكترار على ما تعلم اثناء طفولته وقدم له أمثلة حية من واقع الحياة لشباب من النقيضين وتأثير ذلك عليهم. 
طبعاً ستسألك زوجتك "مفيش عقاب؟" يجب ان يكون التقويم والعقاب فعال - له تأثير زمني محدد - مصحوب بشرح للقانون المكسور وللهدف خلف التكدير - افعل ذلك بكل محبة وحزم. طبعا ابتعد عن العقاب البدني خصوصا لانه قد يُقاومك الولد فنقع في مشكلة أكبر، كما تجنب المجاهرة بالعقاب في وجود اناساً فهذا يشحن الولد بحجم رهيب من الطاقات السلبية والاحباط وخدش المظهر الذي يجمّله لكل اهتمام. يعتبر حرمان المُراهق من شئ مهم او محبب من أكثر أنواع العقاب تأثيرا. تبقى نقطة حساسة في هذا الموضوع، علينا ان نُفرّق جيداً بين التغير الطبيعي للأجيال والتطور والمبادئ، فلا يُمكن ان نحاسب أولادنا بمقايس جيلنا، مرة أخرى فرق بين تغيرات الزمن وكسر المبادئ، فالأولى ليست قانون ولا يمكن ان يُعاقب عليها، ولكن المبادئ المفروض الا تتغير أبداً.

- تكلم عن الناتج النهائي المطلوب بعد المراهقة:
من المعروف عن الأمهات انها تنتظر الكمال من الولد اليوم، تنتظر الكمال في كل التفاصيل؛ في الواجب، في حجرته، في أصدقائه، في المسؤولية، في الاحترام، في الاختيارات، في الروحيات. ولكن علينا ان نعلم ان الشاب اثناء تلك المرحلة مثالي وسريع الإحباط.. فهو يريد ان يكون كل شئ، ولكن نضوجه النامي يحيل دون ذلك، فتجده سريعاً ما يترك الجمل بما حمل. هنا أهمية ان نعرف الحساب والتقييم والتقويم والتعديل لا يسير واحدة بواحدة، وموقف بموقف وان كنا لن نتنازل عن المبادئ في اي مرحلة لكن اعلم ان صلابة رقبة المراهق قد تكسرها قسوة الحكم عليه، من المهم جداً ان نرضى بالخسائر المحدودة للوصول للمكسب الكبير. علينا ان نعلم ان مفتاح المراهق هو قيمته وتشجيعه، ويسيرا الاثنان جانباً الى جنب طوال تلك الفترة. تكلم عن قيمته طوال الوقت وتصيد الفرص لتشجيعه، امتدحه وستجد طاقة جبارة تدفعه ليعمل المزيد من اجل المدح. وقتها سيكون نظرك مُثبت على الناتج النهائي للمرحلة وليس انتصار لمعارك صغير تُفقدك جولاتها المنال النهائي.

- اكد محدودية مسؤوليتكما على الرغم من أهميتها:
لقد نشاء أطفال وشباب في بيوت منهدمة، مفككة ومُنحلة ولكن خرج منها رجال ونساء مُحترمين، ذو نضوج ورسالة في الحياة، كما نشاء آخرون في بيوت وفرت لهم كل المقومات للنجاح، الامر الذي أطاح بهم الى مذابل المجتمع.. علينا ان نعرف ان أولادنا ليسوا ملكاً لنا ولا مسؤوليتنا بمفردنا.. أؤمن واعرف واختبرت ان الله وحده هو الذي يحملك ويحمل أولادك.. هو وحده الذي يستطيع ان يُكمل نقائص الوالدين، فمن منا كفء لهذه المهمة الرهيبة؟ عليك ان تكلم إلهك عن أولادك أكثر من ان تكلمهم عنه، اعرف ان الصلاة افضل من الميراث، علينا ان نكون قدوة لا قادة لأولادنا. راجع نفسك والمشاكل المتكررة مع اولادك وستجدها نقاط ضعف فينا نحن أساساً.
في أوقات الهدف بيكون داخل الصندوق وفي أوقات اكتر بيبقى الهدف خارجه. لقد امتلأت الصناديق بالأهداف المكررة والمحروقة والمتشابهة والمستهلكة… تعلم القفز خارج المعتاد والعادي والمتداول والطبيعي والموروث والمُكتسب… ستُذهل من نفسك ومن طاقاتك التي اعطاها لك خالقك… ولا ترهب الفشل، ففي نظري الفشل ما هو إلا دافع وطاقة مخزونة لفرحة النجاح.

إبداء بان تفعل ما اعتدت عليه بطريقة جديدة ثم تحول لتفعل ما لم تعتاد علية. أفرح بتفرُّدك 

سؤال المزيكة ازاي بتعدي الودان وتلعب في الوجدان كده؟!

سؤال
المزيكة ازاي بتعدي الودان وتلعب في الوجدان كده؟!
حاسس الناس عندها طبلة في ودنها وانا عندي ناحية طبلة وناحية رق!!
لو عايز أركز في حاجة، بسمع حاجة واحدة ٥٠ مرة على التوالي وببقى قمة التركيز والإنجاز وفوقهم الاستمتاع!!
كتير بأتمنى اي شغلانة لها علاقة بالصوتيات والمزيكة ولو ساعي، بفهم في الصوت شوية من ساعة ما كنت في ٥ ابتدائي وفي المزيكة ابيض من قوطونيل!! ليه بعشقها كده؟ يمكن علشان ماعرفهاش؟! بتحركني!!
مهم قوي يكون الصوت حلو، قبل الجواز كنت عايش وكنت خارب بيت اللي خلفوني أجهزة، أبويا كان يقول لي انت كده هتتطرش والجيران هايطلبوا البوليس.. ممكن ارهن حد من العيال علشان اشتري اللي نفسي فيه، في بيتي عندي سماعات في كل حتة بما فيها الحمام... في المكتب كنت باقفل الباب علشان الشباب يعرف يشتغل وانا كنت باخربها بسمعات زي بتاعت الحفلات!! في الأفراح باسأل مين ال DJ؟ وبحس الفرق في الصور... وساعات باستعمل سدادات الودان علشان الراجل مايفصلنيش لو بيهبل.. باطلب التراكات بعد الفرح علشان اشغلها وانا شغال في الصور.. الموضوع ليه جزور وذكريات كتير.. سعات بحسها نعمة وسعات بحسها خطية!! ياله مش وقته...
السؤال بقى، في حد ممكن يساعدني؟! :-$

قصة اب وشاب وپيتزا..

قررت قضاء جزء من يوم مع ابني، حضرنا كل شئ، وقسمنا الوقت ووضعنا البرنامج. فور الانتهاء من الترتيبات صرخ الولد هامساً "هاي سنقضي يوما سعيداً بلا ستات" مُشيرا الى انشغال امه ومصاحبة أخته لها. ضحكت وقلت لنفسي "صح" وقلت له "عيب كده"

جاء الوقت للتنفيذ، كان ترتيب بعض الاغراض بالمنزل وبعض الالتزامات المؤجلة اول جزء من الخطة، جاء وقت اعداد الطعام وطبعاً اتصلت بزوجتي خمس مرات في ثلاث دقائق لأسئلها عن طريقة تحضير الپيتزا على الرغم من وجودها على العلبة (طبعا هي پيتزا جاهزة أساساً) المهم أسئلة مثل: كيفية تشغيل الفرن ودرجة الحرارة وأي رف في الفرن وكيفية ضبط توقيته وهكذا.. آخر مكالمة كان سببها نقاش حاد بيني وبين الولد حول إذا ما كنا سنضع الپيتزا في الفرن بالقاعدة الكارتونية أم لا؟ ذلك بعد ان شرعت في وضعها في الفرن بالقاعدة أصلاً. كان موقف مُحرج بعض الشئ وانا اسمع من مراتي "لا طبعاً! كارتون ايه اللي في الفرن؟!" أنهيت المكالمة في هدوء وغافلت الولد وسحبتها في صمت.. المهم نضجت الپيتزا، أعددنا المشاريب وارتدينا ملابس السباحة وحضّرنا مستلزماتها.. أكلنا واستمتعنا بالوقت الى حدٍ كبير، بلبطنا وضحكنا، تكلمنا بجد وتجاذبنا اطراف الحديث في المواضيع المختلفة ولعبنا طاولة طبعاً.. حققنا اغلب ما خططناه ولكن انتهى الوقت سريعاً للالتزمات المختلفة..

سبقته الى داخل المنزل، فور دخولي شعرت بدفئ غريب، توجهت للفرن فاكتشفت انه مازال مشتعل!! كلمت زوجتي غاضباً مُشيراً لاني قد ضبط الإيقاف الاوتوماتيكي فانتابتها نوبة من الضحك، اغلقت التليفون وتذكرت كلمة الولد وقلت لنفسي "نعم سنقضي يوما سعيداً بلا ستات" واستكملنا بعض الوقت في البيت في درجة حرارة تقترب من درجة الغليان ..

الخلاصة: من آن الآخر خصص وقتاً مع ابنك او بنتك على حدا، تكلم معه عن مشروعٍ ما حتى ولو كان صغيراً مثل هذا اليوم الذي اعددناه سوياً.. حمسه للفكرة ودعه يتبنها ويخططها، تكلم في التفاصيل، والتطبيقات واسأل اسئلة لتفتيح مداركه وإبداعه، حدد الإطار الزمني والتطلعات، ساعده على ان يكون متوازناً ما بين الالتزام ببعض الواجبات الجادة والمرح واللعب وصولاً لمشروع ناجح في النهاية. حدد له ادواراً ومهام قابلة للتحقيق ودعه يتعامل مع تفاصيلها بمفرده. أثناء التنفيذ قد تجد بعض الترتيبات غير قابلة للتنفيذ؛ دورك وقتها هو ان تدعه يصل لهذه القناعة بمفرده ولا تمليها عليه. امتدحه كلما أتتك الفرصة واسأله عن رأيه بعد الانتهاء من المشروع. هذا الطفل أو الطفلة هو مشروع اسرة فاستثمر فيه كثيراً.
اعلم علم اليقين ان قصتي مع والدي ليست الفريدة ولا الاولى من نوعها، أغلبنا لديه الكثير ليقوله في والديه، كما ان أيام العمر تشهد عن حقيقة جلية، وهي ان الله أكرمنا بأباء وأمهات اتقياء أناروا لنا الطريق في عالم مُظلم. وكل من استمتع وأُعجب بكلماتي البسيطة والهزيلة يعرف يقيناً انها لمحة من كُتب ومجلدات لذكريات وعلامات على الطريق عبر سنين من عطاء بلا حدود وحب لا يعرف سدود وقلوب عاشت تخشع لرب الوجود! اشكر كل من شاركني سعادتي بهذا اليوم وليدم الله المحبة الفائضة من قلوبكم في عالم تشققت قلوب سُكانه من الجفاف.

وبقيت كلمة لكل من حُرم من هذه المحبة لسببٍ او لغيره دعني اقول لك ان منبع هذا الحب والحنان الذي استقى منه هؤلاء الآباء والأمهات الأفاضل مازال يتدفق ولك ان ترتوي منه مباشرة. انه المحب الذي لن تفقده والحب الذي لا يساويه ثمن ولا ينتظر ُقابل، حبٍ تجسد في شخصٍ حي احب حتى الموت اسمه يسوع. وأنصحك الا تتعب باطلاً في البحث عن هذا الحب بين البشر.

اليوم عيد ميلاد رجل عظيم "أبي" ابي .. مراحل ومراحم العمر!



عشت طفولة تمنيت لو دامت العمر كله، يقولون أني كنت مدلل، وليكن فانا لست غاضباً ولا غاصباً، اعرف أني كنت لُعبتك وان كنت لا اذكر من هذه المرحلة الذهبية الا الطفيف. اعرف كم عانيت من الخراب والفساد المتأصلين فيّ، اذكر الجرامافون الذي فتّته في أعوامي الأُول، وغيره من عشرات المصائب التي كانت تنتظرك فور وصولك المنزل! لقد طلبت ولداً فاتاك هدداً… لا اذكر كم نافذة تهشمت في البيت ولا أتمنى آن تسعفك الذاكرة لتُعيدها علي، لا اذكر كم مرة اصطحب توقيعك على الشهادة كلمات اللوم والعقاب أحيانا، كما لا اذكر كم مرة زورت توقيعك للهروب من هذا الموقف. حقيقةً، لا اذكر كم مرة كلمك مدرس عن ميولي للانحراف، صحيح كنت طفل فخر وشرف دون جدال!! اذكر يوم ضاق بك الحال حتى هددتني بوضعي في مؤسسة الاحداث! فعلاً فما تبقى لي من ذكريات يجعلني اقول كان معك حق… رغم كل هذا اذكر محبة غير عادية، صادقة وحانية في لمستك ونظرتك لي على مر السنين ويبقى شعور السعادة والبهجة داخلي أبداً كلما اضحكتك من القلب. أبي انت الحب..

اذكر مرحلة المراهقة المُرهقة، وأقولها بكل يقين انك ادرتها بكل حكمة ومحبة، رغم تقلباتها وجنونها، أتخيل اليوم بعد ان اصبحت أباً كم كان الامر صعب بل عسيرا! ولا اعتقد أبداً أني سأحذو حذوك فقط لعدم مقدرتي! أتذكر منها الكثير الذي لن اذكر منه الا موضوع واحد قفز بذهني الآن وهو قيادة السيارة في مرحلة الإعدادي بدون رخصة وإصراري السير في الاتجاه المُعاكس للشارع! آه لو ابني عمل فيّ هكذا! قد يرى البعض وكأن الامر قد انفلت من يدك او خرج عن السيطرة، وحتى لو شعرت انا نفسي في بعض المرات بنُصرة المراهق، ولكنك كنت الاحكم والاذكى حتى مررت بي بسلام من هذا الإعصار دون انكسار. اذكر ضاحكاً يوم تخرجت من الجامعة وقبل ان تقول لي مبروك قلت لي مبتسماً وفخوراً "انت اثبت لي ان التعليم في مصر فاشل". أبي انت الحكمة..

لقد وصلت بي للنضوج المصحوب بكم هائل من الخبرات الشخصية العملية بأقل الخسائر، أرى حولي اقران لم يكتمل نضوجهم بعد وآخرين يتخبطون متعثرين في الدرجات الأولى من السُلم! دعني أقولها لن تصف الكلمات إحساسي عندما آري في عينك نظرة الفخر او الثقة، لن تصف الكلمات فرحتي عندما اجدني تخطيت توقعاتك مني. اُقدر جداً احترامك لعقلي حتى وان لم توافقني الفكر أحياناً. استمتعت بسنوات الصداقة والصحبة في هذه المرحلة، لا اذكر كم مرة اصطحبتك لمشاوير لا علاقة لك بها، فقط بدافع الصحبة واستثمار الفرصة لأكون بالقرب منك. حقاً كلماتك علمتني الكثير وصمتك حفر في دروساً لن تُمحي. أبي انت الصديق..

وها اليوم وان كنت قد بَعُدت عنك جُغرافياً وقبلها انفصلت للزواج كما قال الكتاب ولكني أعيش وجودك في حياتي كل يوم، يكفيني شعوري بالمحبة والاهتمام لي ولبيتي. كم ينتابني راحة غريبة عندما اُشاركك ظروفي وكم تكون السند والخبرة وحتي المرات التي لم تُقدم لي حلاً فسماعك لي يُزيح عني ثقلي ويريحني. لم اُصلي لاولادي كما صليت لي، ولا أراهم محظوظين كما كنت انا بأباً مثلك. اعرف انه هناك وعلى بُعد آلاف الأميال أباً يقف في الثغر بيدين مرفوعتين نحو السماء. أبي انت الأب..

كل سنة وانت طيب…
ابن مديون

فطيرة بالسجق!

طبعاً في الغربة بيتألق القول "كل محجوب (ممنوع سابقاً) مرغوب" طلبت معايا فطير بالسجق، قلت اقول لماريان، وطبعاً أكلت النهارده فطيرة بالسجق بكل ما تعنيه الكلمة وكادت ان تخرم معدتي من الحموضة، ساعتها بس عرفت انها أصلية… براڤوووو ماريان…
** اعرف انني ساتسبب في مشاكل لزوجات كثيرات ولكني لم اقدر الا أن أشكرها وامدحها جهارة بس ياريت تشوفي حل للقرمشة علشان بحبها أطرى من كده شوية ؛-& وفاضل الطعمية المحشية ومش بحب فول العلب. :-!