Friday, June 21, 2013

اليوم فريد ابني أكمل ٩ سنين…


فريد، تسع سنوات مرت يا ابني وكأنهم لمحة، اعرف انك خُلقت لهدف وغرض أسمى وأثمن من ان  تكون ابن جميل ومحبوب يستمتع او يفخر بك والديك، منذ يومك الثالث قد وضعتك على المذبح كما فعل أبونا إبراهيم قديماً يوم شعرت أن نَفَسك قد توقف، نعم فيومها علمت أني وكيل عليك أمام الله وأنك لست مِلكاً لنا أبداً. اعرف أيضاً انك وُهبتَ وبُركتَ كثيراً لا لأن تعيش مرتفعاً بل مترفعاً عن ذاتك ومتعلقاً بخالق اودعك الكثير كي ما تستثمر الكل لتتميم خطته الفريدة في حياتك فانت أيضاً وكيلاً ولست مالكاً لهذه العطايا… وإلا ضاعت العطية والموهبة منك يا ابني.
لقد خلقك الله فريداً، الله لا ينسخ البشر يا ابني فلا تستنسخ نفسك من أحداً لتظل فريداً كما خلقك الله وكما رأيتك وسميتك منذ يومك الأول. نعم إن لم تعش الحياة التي وُجِدتَ لها لن تفرح ولن تشعر بالقيمة، أمامك الآلاف أنهوا حياتهم بأيديهم لأنهم لم يعيشوا أدوارهم التي خُليِقوا لها. انت لك رسالة يا ابني.
كل يوم من التسع سنين يشهد عن نعمة وأمانة وصلاح وحفظ وعناية ومحبة وصدق وقدرة وكرم ودقة ورقة وصبر وخطة الله. وان كنت لا اعلم ما تحمله الأيام لنا ولا اعلم اين سيكون كل منا في مثل هذا اليوم بعد عامٍ ولا حتى غداً ولكني اعلم شيئا واحداً انه في كل يومٍ قضيناه معاً قد حاولت قدر المُستطاع ان يُستثمر حسناً. لم احلم يوم ميلادك ان أراك تسع سنوات او عشر او عشرين او عريس او اب كما يفعل الناس، بل عشت استمتع بكل مرحلة على حدة دون اللهث وراء الغد الذي لا اعلمه. فاستمتعت بك وانت جنين وانت رضيع وانت تحبو وانت تمشي وانت تتلعثم وانت تدخل المدرسة وانت تتفوق. يمكن علشان معنديش إحساس بالعمر الطويل؟ يجوز، لكن عندي يقين يا ابني أني ساقف امام الله في يومٍ لأقول له وبناء على نعمته "ها انا والأولاد الذين أعطيتنى" أحبك يا ابني كل الحب. وبقيت كلمة ان محبتي لك قاصرة وعاجزة ومُشوهة وهشة وقليلة ومتغيرة وناقصة وضعيفة أمام محبة هذا الفريد من دفع ثمنك بالدم الكريم حاملاً عارك لتُطلق حراً الى الأبد، يومها كنت في فكره وقلبه فريداً.

أبوك،
١٦ يونية ٢٠١٣

No comments:

Post a Comment