من تخصصات مراتي التأكيد ان باب البيت مغلّق قبل النوم. المهم، بالأمس قالت لي كعادتها وعادة اغلب الزوجات انها تسمع صوت في البيت، وطبعاً في كل مرة تضيف فصلاً جديداً في مذكراتها "الهواجس وانا" و أضيف انا تباعاً فصلاً جديداً في مذكراتي "زوجتي والهجص" ونضحك سوياً ثم تسقط هي نائمة وأبقى انا بلا نوم كالعادة… المهم، طلبت مني التأكيد على غلق الباب فقمت ووجدته غير مسكّر من الداخل، فقفلته وانتهى الموضوع. مرت الليلة بسلام ونحن نشعر بالامان. في الصبح طلبت من فريد ابني ان يحضر شئ من السيارة وأخذ يبحث عن المفاتيح لفترة دون جدوى واسترسلنا فيمن اخر من استخدمهم ومتى والاحتمالات وما الى ذلك، المهم قلت له في سخرية "شوف يمكن تكون نسيته في الباب من بره؟" وكانت…
في كثير من الأحيان نعتمد على ذواتنا او امكانياتنا او قدراتنا او استعداداتنا واحتياطاتنا في الشعور بالأمان ولكن في واقع الامر لا تكون هذه الأمور هي مصدر الأمان، فالباب الغير مغلق من الداخل اقل خطورة من المفتاح المعلق على الباب من الخارج طوال الليل… وان كنت قد أغلقتها من الداخل وشعرنا بالأمان إلا انه كان أمان وهمي وكاذب وغير حقيقي وخادع. فقد تعتمد على صحتك او قدرتك او خبرتك او مالك او سلطانك او نفوذك او معارفك او حتى أعمالك الحسنة لتشفع لك وغيرها من الأمور التي كثيراً ما نستند عليها لنؤمّن انفسنا ولكن تبقى الحقيقة الوحيدة ان الله وحده هو مصدر الأمان ودونه الكل خداع للنفس ومسكنات للخوف لا مفعول لها على ارض الواقع. لو لم تشعر بالأمان دون الاعتماد على هذه المقومات الهزيلة والزائفة عليك ان تراجع نفسك وإيمانك بالله لانه وحده الذي في يده كل شئ والذي يعرف كل شئ والمسيطر على كل شئ. انفض يدك عن كل غبار وتراب ونفاية تعتقد انها مصدر أمانك وامنك كي ما يمتلئ قلبك بالأمان والإيمان الحقيقي بما في ذلك ما تعتمد عليه لتأمين ابديتك، احذر ان تنخدع فيما لا بديل ولا رجعة فيه. يوجد طريق واحد للأمان هل تعرفه؟
No comments:
Post a Comment